صباح ايت سكرات
كشف تقرير رسمي حديث صادر عن المندوبية السامية للتخطيط، عن أرقام مقلقة تخص معدلات تفشي “العنوسة” في صفوف المغربيات اللاتي تبلغن 15 سنة فأكثر، وحسب هذا التقرير الذي صدر ضمن نشرتها السنوية “المرأة المغربية في أرقام 2023″ أمس الثلاثاء بمناسبة اليوم الوطني للمرأة، فإن ظاهرة العنوسة في بلدنا عرفت ازديادا ملحوظا وانتشارا واسعا وخاصة في صفوف الإناث، حيث أن 40.7 بالمائة من الإناث لا تزلن عازبات، فيما تصل هذه النسبة إلى 28.3 بالمائة لدى الذكور.
وضمن معطيات أشارت إليها المندوبية السامية للتخطيط في تقريرها، فإن نسبة العزوبة في صفوف النساء، كانت قد سجلت تراجعا في 2020، حيث بلغت 28.1 بالمائة، عكس الذكور الذين ارتفعت في صفوفهم بـ40.4 بالمائة، كما أن معدل زواج الإناث البالغ سنهم أكثر من 15 سنة بالمغرب يصل إلى 57.3 بالمئة والذكور 57.2 بالمئة.
وسجل التقرير، أن معدل العزوبة ارتفع إلى 9.6 بالمائة عند سن 50 عاما بالنسبة للإيناث، بعدما كان قد سجل 6.7 بالمائة سنة 2010، و5.3 بالمائة سنة 2004، وفي صفوف الذكور سجل التقرير نسبة 7.4 بالمئة، عند سن 50 عاما، حيث ترتفع هذه النسب بالعالم الحضري مقارنة بالبوادي المغربية، حيث أن معدل العزوبة مرتفع لدى النساء في المدن (10.9%) أكثر من النساء في القرى (7%)، كما سجل المصدر ذاته، زواج 13.7 بالمائة من النساء دون سن 18 سنة، خلال 2018، و0.5 بالمائة دون سن 15 سنة، عكس سنة 2004 التي عرفت ارتفاعا لحالات الزواج دون سن 18 سنة، حيث بلغت 15.9 بالمائة، و2.5 بالمائة بالنسبة للمتزوجات قبل سنة 15 سنة.
وأوضح تقرير المندوبية السامية للتخطيط، أن هذه النسب مرتفعة في المدن (77.6 بالمائة بالنسبة للنساء، و22.4 بالنسبة للرجال) في حين تصل في القرى إلى (74.5 بالمائة بالنسبة للنساء، و22.5 بالمائة في صفوف الرجال)، وهي نسب لايستهان بها مقارنة بالسنوات الفارطة.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن معدلات الطلاق وصلت في صفوف النساء إلى (0.8 بالمئة) و (10.8 بالمئة) في صفوف الذكور، بينما وصلت نسبة الأرامل إلى (1.1 بالمئة) بالنسبة للإناث و(3.7 بالمئة) بالنسبة للذكور.
ونذكر أن قلة فرص العمل بالنسبة للشباب الذكور، تعد من بين أكبر الأسباب وأعظمها التي تمنعهم من الزواج، فالشاب إذا استقر في عمل يحقق له كرامة العيش، فإنه لا يتردد في إنشاء أسرته الصغيرة، أما بالنسبة للأنثى فهي الاخرى لا يمكنها الزواج من شاب عاطل عن العمل لاعتبارات عدة، ولا ننسى غلاء المعيشة كذلك، فهي الآخرى تلعب دورا أساسيا في عزوف الشباب عن الزواج، ولهذا، فالمدخل الحقيقي للتخفيف من ظاهرة العنوسة هو تهيئة فرص العمل للشباب، وأي حديث عن حلول أخرى مع تجاهل هذا السبب الرئيسي يكون بمثابة الحديث عن مسكنات للمرض وهو ينتشر في جسم المجتمع.