وأبرزت المؤلفة في تصريح على هامش تقديم روايتها للجمهور، أن هذه الرواية، التي تستكشف “العالم الداخلي للمرأة” على خلفية قضايا الحمل والأمومة، تهدف إلى أن تكون مساهمة ولو متواضعة في الأدب النسائي الذي لم يهتم كثيرا بهذه المواضيع.
وقالت هند برادي، التي تستلهم بالخصوص من تجربتها كأم شابة، (إذ ألفت روايتها خلال فترة إجازة الأمومة)، إنها مقتنعة بأنه “عندما يعيش المرء تجربة، يكون الأجدر بالحديث عنها”، معتبرة أنه ليس هناك أفضل من المرأة للحديث عن المرأة.
وأشادت، في هذا الصدد، بالاستقبال الجيد الذي حظيت به روايتها بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، خاصة بين النساء الأكثر وعيا بهذا النوع من المواضيع، مؤكدة أنها أرادت من خلال هذه المساهمة “إعادة التواصل مع كل هؤلاء النساء اللاتي قد يعشن تجربة مماثلة ويشككن في قدراتهن، بفعل ضغط المجتمع ومحيطهن، وللتذكير بأن الأمومة تكشف عن قوة استثنائية لدى كل أم، بل و لدى كل امرأة”.
وأشارت إلى أنه خلال فترة الحمل تجد النساء أنفسهن في بعض الأحيان ضائعات بين ما يفترض بهن فعله أو لا، أو الشعور به أو لا. ومن ثمة تأتي رسالتها “بالعودة إلى النفس”، انطلاقا من القناعة بأنه “لدى النساء جميعا، بشكل عام، إجابات انطلاقا من دواخلهن”.
هذه الفكرة هي جوهر حبكة روايتها التي اتخذت من امرأتين حبليين بطلتين لها.
وأوضحت الكاتبة أن الأمر يتعلق “بقصة امرأتين لا يربط بينهما شيء مشترك، للوهلة الأولى، إحداهما تعيش بالمغرب فيما تعيش الأخرى في هولندا. وستكتشف كل منهما أنها حامل. كما ستعيش كل منهما الأمومة وأطوارها على نحو مختلف تماما”، مشيرة إلى أن فكرة البداية كانت تتمثل في بناء “قصتين متوازيتين، قبل أن تلتقيا لاكتشاف سر عائلي”.
وبصرف النظر عن دوره كخيط رابط يؤدي إلى حل الحبكة، فإن سر العائلة ينطوي في رأيها على رسالة مهمة، تتمثل في “أهمية تحرير التعبير ومواكبة الأطفال على نحو أفضل، والحرص قبل كل شيء على عدم محاولة حمايتهم أكثر من اللازم من خلال إخفاء الأسرار عنهم.”
وأكدت الكاتبة أن “الأطفال يشعرون ويدركون كل شيء (…) عندما يكون هناك انزياح بين ما يقال وما يتم الشعور به، وهو أمر مضر فعلا بالنسبة للطفل الذي يكبر مع هذا الأمر”.
ومن جهة أخرى، تعكس رواية برادي بشكل خاص اهتمامها بعلم النفس بين الأجيال، “ما ينتقل من جيل إلى آخر، ذلك الإرث الذي ينتقل من أم إلى أم”.
وبحسب الكاتبة فإن الرواية تحكي قصة امرأتين: غونيي المغربية ذات الـ38 سنة، التي تكتشف أنها حامل بطفلها الخامس وأن والدتها قد فرت مرة أخرى، وفْريد وهي امرأة فرنسية-هولندية تبلغ من العمر 40 سنة، تعيش تحت وقع صدمة حمل غير مرغوب فيه يعود بها إلى ماض مؤلم. وتمضي قصصهما في البداية في خطين متوازيين قبل أن يلتقيا في “مأساة عائلية”.
وبخصوص مصادر إلهامها، تتحدث الروائية عن ثقافتها الفرنسية-المغربية المزدوجة، مؤكدة على عالمية الأمومة، التي توجد برأيها، “خارج لغة الثقافة”.
وعند سؤالها عما إذا كان من الممكن تحويل روايتها إلى فيلم سينمائي، أكدت هند برادي بأنها لا تستبعد الأمر. مضيفة أن ذلك “سيكون حلما بالنسبة لي”. وخلصت إلى القول “لهذا السبب احتفظت بحقوق الكتاب”.
يذكر أن هند برادي، وبعد مسار علمي وسنوات من عملها كمهندسة اتصالات، تركت عملها كأجيرة في سن الـ 28 سنة لتصبح رائدة أعمال وتحقق العديدة من أحلامها، إذ أصبحت مدربة لليوغا، وانتقلت للعيش في جزيرة، وانضمت إلى فرقة مسرحية، واستأنفت دراستها، وهي اليوم مدربة وتبث حماسها إلى زبنائها من أجل مساعدتهم على التطور وإعادة الاتصال بسعادتهم وقوتهم الداخلية لتحقيق أحلامهم.