مهرجان فاس للثقافة الصوفية .. الموعد يتجدد مع قضية العلاقة بين العلم والأديان

يتجدد الموعد بالعاصمة الروحية للمملكة، خلال الفترة ما بين 22 و 29 أكتوبر الجاري، مع فعاليات الدورة الخامسة عشـرة لمهرجان فاس للثقافة الصوفية الذي أضحى موعدا لا محيد عنه لاستكشاف تعبيرات الجمالية والعمق لهذا التراث الروحي.

الدورة ال15 من هذا الحدث الثقافي الهام، الذي التزم منذ إنشائه بتثمين ونشر أشكال مختلفة من السماع والتلقين الروحي للطرق الصوفية ترفع شعار “الوجد والمعرفة”، وتستضيف ثلة من المفكرين والباحثين من آفاق متعددة.

برنامج دورة هذه السنة، التي تأتي تكريما لروح الشريف مولاي عبد الله الوزاني غني ومتنوع كعادته، وحافل بالأمسيات الفنية الروحية التي يحييها ثلة من المنشدين والعازفين ذائعي الصيت يقدمون خلالها باقة من الأغاني والموسيقى الصوفية ويفسحون المجال للجمهور للاستمتاع بالقصائد والرقصات الصوفية.

وفي إطار استمرارية تلقين التراث الثقافي الروحي للتصوف، سيستقبل المهرجان أكثر من 200 فنان من جميع أنحاء العالم، الهند وأذريبجان وتركيا وكوسوفو وفرنسا وإيران والمغرب لاستكشاف التراث الموسيقي الصوفي والمساهمة في الحفاظ عليه.

في هذا السياق، ستتيح فقرات المهرجان للجمهور اكتشاف مجموعة أوركسترا سماع، فن موغام من أذربيجان وهو عبارة عن عزف مستوحى من الشعر الصوفي لنيزامي، والموسيقى الهندوستانية الهندية، ورقة الكاتاك التي يحمل مشعلها جيل شاب ذو موهبة استثنائية.

كما تقترح دورة هذه السنة موائد مستديرة يؤثثها ثلة من الباحثين المتميزين لبسط الآراء والتصورات بشأن مواضيع من قبيل “وجد ومعرفة أم علماء يبحثون عن المعنى”، والفلسفة والتصوف”، و”العلوم والنص المقدس”، و”العلوم والأخلاق”، و”العلوم والأديان:ترابطات مختارة”، و”بين الحكمة: إنشاء مكتبة المستقبل”.

برنامج الدورة الخامسة عشرة يهتم أيضا بشكل خاص بالعصر الذهبي للعلوم الذي عرفه الإسلام وقدم مساهمة متميزة ودفعة مهمة للنهضة العلمية ليس بأوروبا فقط بل للعالم أجمع.

من جهة أخرى، ستركز فقرات هذا الحدث الثقافي على مناقشة وتلقين الأطفال والمراهقين والشباب، لاسيما ما يتعلق بموضوع أخلاقيات التدريس العلمي، حيث ستخصص ورشات لتلقين فن السماع وتطبيقات الفن المعاصر.

وعن قضية العلاقة بين العلم والأديان في وقتنا الراهن، سيلتقي كبار المتخصصين في الحوار بين العقل والإيمان ممثلين لمختلف الأطياف من مختلف البلدان للحديث عن “راهن واقعنا والمشاريع المستقبلية”.

وسيشكل إيقاظ المتواجد موضوعا مركزيا من خلال معرض “بردة المتيقظين” حيث سيلقي نظرة فنية معاصرة على التلقين الصوفي التقليدي للفيض الإلهي والنبوي عبر البردة أو الخرقة.

كما سيتميز الحفل الختامي للمهرجان بتكريم الشيخ سيدي محمد الحراق أحد كبار أعلام التصوف المغربي العربي الأندلسي، من خلال تأدية قصائد صوفية من الطريقة الحراقية مع ثلة من ألمع أصوات الطرب الأندلسي.

الأكيد أن دورة مهرجان فاس للثقافة الصوفية لهذه السنة ستكون متميزة بكل المقاييس وستمكن الجمهور من الاطلاع على مكنونات الثقافة الصوفية وعمق التراث الروحي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.