هذه الملابس قادرة على علاج بعض مشاكل الجلد

يشهد عصرنا مُقاربة جديدة لعالمي الموضة والعناية بالبشرة، مما يفتح المجال أمام الاستعانة بالملابس لعلاج المشاكل الجلدية بأساليب متعددة.

وأبرز مثال على ذلك علامة تجارية مقرّها مدينة هونغ كونغ الصينية، تُقدّم قمصاناً مُصممة خصيصاً للأشخاص الذين يُعانون من مرض جلدي يُعرف تحت اسم التهاب الجلد التحسسي ويترافق مع احمرار وحكّة مزعجة.

ويشكّل هذا النوع من الملابس تطوراً لافتاً في عالم صناعة النسيج يضاف إلى التطور المرافق لظهور الأنسجة الذكيّة التي تنظّم حرارة الجسم أو تقي من البكتيريا، أو تحمي من الشمس، أو تسمح للجلد بأن يتنفّس بشكل أفضل. يعمل هذا النوع الجديد من الملابس على حماية الجلد من الأضرار والاعتداءات الخارجيّة التي يتعرّض لها، كما أنه يخفّف من أعراض بعض الأمراض الجلديّة.

– الموضة في خدمة الصحة:

إذا كانت العناية بالبشرة من أبرز الاهتمامات في عصرنا الحالي، فإن التوجه العام في هذا المجال يميل نحو مفهوم الجمال الشامل الذي يعتمد بشكل أساسي على الوقاية والحماية إلى جانب العناية. وهذا يعني الابتعاد عن أي مكونات قد تُسبب الحساسية، وعن أي مواد كيميائية قد تدخل في صناعة ملابسنا، واستبدالها بأخرى تجلب للجلد فوائد مُتعددة تماماً مثل مستحضرات التجميل التي نستعملها.

إنه التحدي الذي أطلقته علامة Comfiknit التي تقدّم قمصاناً للأشخاص الذين يُعانون من التهاب الجلد التحسسي، فهذه العلامة تقوم منذ عدة سنوات باختبارات لتحسين دور الأنسجة في مجال دعم الرعاية الصحيّة. وهي قدّمت مؤخراً قميصاً ذا خصائص متعددة يحدّ من مخاطر تهيّج الجلد المرتبط بارتداء بعض أنواع الأقمشة غير الصحيّة. تم تصنيع هذا القميص من نسيج مزوّد بتقنيّة تضبط مستويات التعرّق والرطوبة، وتؤثّر على أسباب الحكة كما تحترم نسبة حموضة البشرة. وهي تحمي البشرة من الجفاف والاعتداءات الخارجيّة، كما تحول دون تكوّن بقايا الأملاح التي تزيد من التحسّس لدى تكدسها على سطح الجلد.

– ألبسة ذكية وعملية:

علامة Comfiknit ليست الوحيدة التي تستعين بالأنسجة الذكيّة، فقد سبقتها منذ العام 2014 علامة Pyratex التي تهتم بتطوير أنسجة طبيعيّة ذات خصائص متنوعة يتمّ صنعها خصيصاً لأشهر الماركات العالميّة. وهي تعمل على تقديم أزياء تؤمن حماية من الأشعة ما فوق البنفسجية الطبيعيّة كما تتمتع بخصائص مُضادة للأكسدة، مُضادة للبكتيريا، وتُساعد البشرة على التنفّس بشكل أفضل. وهي تُقدّم أيضاً أنسجة تتمتع بقابلية للجفاف بسرعة وأخرى مصنوعة من مواد طبيعية صديقة للبيئة مثل نباة القرّاص، الطحالب، أو حتى البقايا الغذائيّة.

تنطلق فكرة الأنسجة المُعالجة من مبدأ أن “تناول الطعام، والنوم، واللباس” هي الأشياء الثلاثة التي نُكرّرها بشكل يومي طوال حياتنا. وإذا كنا نختار طعامنا بعناية للاستفادة من خصائصه الصحيّة فيمكننا أيضاً أن نختار ألبستنا بعناية للاستفادة من خصائصها الصحيّة. ما زال السعي بهذا المجال في خطواته الأولى إلا أنه يمكن أن يتحوّل إلى قاعدة يتبناها المستهلكون عند اختيار ألبسة تعتني بصحة الانسان وتحترم البيئة في الوقت نفسه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.