ننتظر موسم الصيف كل عام لتمضية وقت ممتع على الشاطئ، والاستمتاع بأشعة الشمس المشرقة، والحصول على لون أسمر جذاب sun-tanned، يضفي توهجًا مشمسًا على البشرة الشاحبة.
وتعتبر سمرة الجلد، أو اللون البرونزي، من ركائز الجمال لدى العديدين، لاسيما في الدول الغربية المحرومة من أشعة الشمس. لذلك، يحرص الكثيرون على التعرض لأكبر قدر من أشعة الشمس لأطول فترة ممكنة من أجل الحصول على جلد ذي لون أسمر مائل إلى البرونزي.
رغم الفوائد الكثيرة التي نحصل عليها إثر تعرضنا لأشعة الشمس، إلا أن التعرض لقدر كبير من أشعة الشمس دون حماية يعني أيضاً التعرض للأشعة فوق البنفسجية التي تأتي مع ضوء الشمس، والتي تؤثر بشكل سلبي على الجلد.
والأشعة فوق البنفسجية UVA هي الطول الموجي للضوء الذي يمكنه اختراق طبقات عميقة من البشرة والتسبب في تضرر البشرة بمرور الوقت. أما الأشعة فوق البنفسجية UVB فهي الطول الموجي للضوء الذي يمكنه اختراق سطح الجلد ويسبب حروق الشمس، بحيث يضر ضوء الأشعة فوق البنفسجية خلايا الجلد، ويستجيب لها الجهاز المناعي عن طريق زيادة تدفق الدم إلى المناطق المصابة، ما يسبب التهاب الجلد (الطفح الوردي) الذي يُعرف باسم حروق الشمس.
وتسمى تغيرات الجلد الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية التشيخ الضوئي (شيخوخة الجلد)، و من نتائجها:
- إضعاف الأنسجة الضامة، ما يقلل من قوة الجلد ومرونته
- تجاعيد عميقة
- جفاف الجلد وخشونته
- ظهور أوردة دقيقة حمراء اللون على الوجنتين والأنف والأذنين
- ظهور نمش على الوجه والكتفين في الغالب
- بقع داكنة أو متغيرة اللون (رُقع) على الوجه وظهر اليدين والذراعين والصدر وأعلى الظهر، وتسمى أيضًا نمش الشمس
و يؤدي التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية إلى زيادة احتمالية الإصابة ببعض أنواع سرطان الجلد مثل الورم الميلانيني الذي قد يؤدي إلى إتلاف الحمض النووي لخلايا الجلد، وقد تظهر بعض أنواع سرطان الجلد على شكل زوائد جلدية صغيرة أو التهاب ينزف بسهولة ويتقشر ويشفى ثم ينفتح مرة أخرى. وفي حالة الورم الميلاني؛ قد يتغير شكل إحدى الشامات الموجودة، أو قد تظهر شامة جديدة ذات مظهر مثير للشكّ، كما يمكن للأشعة فوق البنفسجية أن تؤدي أيضا لتعكر عدسة العين مما يتسبب في منع انتقال الضوء إلى شبكية العين(إعتام عدسة العين).
لذلك من المهم أن ندرك أن التعرض لأشعة الشمس لا يرتبط بالضرورة بدرجة الحرارة المرتفعة إذ من الممكن أن نُصاب بحروق الشمس في الأيام الباردة أو الغائمة، وهنالك تدابير بسيطة للوقاية من المخاطر وهي كالآتي:
- الحدّ من التعرُّض لأشعة الشمس في منتصف النهار
تكون أشعة الشمس فوق البنفسجية أشد حدة بين الساعة العاشرة صباحاً والساعة الثانية بعد الظهر.
- اللجوء إلى الأماكن الظليلة
- ارتداء ملابس وقائية
يقي ارتداء قبعة عريضة الحواف والملابس التي تغطي معظم مساحة الجلد من أشعة الشمس، وتخفف النظارات الشمسية التي ترشح كامل الأشعة فوق البنفسجية من خطر تضرر العين.
- استخدام مستحضرات الحماية من أشعة الشمس
قد يساعد استخدام المستحضرات الواقية من أشعة الشمس واسعة النطاق ومقاومة للماء بعامل وقاية شمسي لا يقل عن 30، استخداماً مكثفاً كل ساعتين وبكميات وفيرة على الحد من أضرار الأشعة فوق البنفسجية على البشرة ويستحسن عدم إطالة فترة التعرُّض المباشر للشمس حتى في حال استخدام هذه المستحضرات.