صورة المرأة «المثالية» في وسائل الإعلام

يؤثر تعزيز صورة المرأة «المثالية» في وسائل الإعلام بشكل مباشر على ثقة المرأة بجسمها، فبين عارضات الأزياء النحيفات وفتيات الإعلانات الجميلات، أصبح مفهوم «الجمال» بالنسبة إلينا بعيد المنال أكثر فأكثر.

بعدما أصبحت النحافة معيارا سائدا للجمال في ثقافة الغرب المعاصرة، ورغم أن جمال الجسم كانت له أشكال مختلفة على مر العصور فإنه منذ نهاية القرن الـ19 وبداية القرن الـ20 صارت صورة المرأة المثالية تتغير إلى امرأة نحيفة بخصر مشدود، مما يتطلب استخدام الحميات القاسية.

وساهمت وسائل الإعلام والأفلام والمجلات، التي تظهر نجوم هوليود ممشوقي الأجساد، في خلق توحيد لمعايير جمال الجسم في أميركا الشمالية وغرب أوروبا، وبالتزامن معها برز اتجاه آخر يقلل من قيمة النساء الممتلئات ثم ظهرت الإعلانات الأولى عن فقدان الوزن، والتي ساهمت أيضا في تقوية فكرة النحافة.

إلا أن معظم الصور الفوتوغرافية التي نراها للمرأة في وسائل الإعلام هي نتيجة لمسات المكياج والإضاءة الذكية المستعملة في جلسات التصوير من جهة، والتعديلات من جهة أخرى. وتخضع هذه الصور لمستويات هائلة من التعديل لدرجة أن الفرق شاسع بين المرأة في الصورة وبين مظهرها في الواقع.

كما ساهمت المقاييس القياسية للملابس في تعزيز الفكرة بأن هناك مقاسا “مثاليا” لأجساد النساء، وهذا يمكن أن يؤدي إلى شعورهن بالضغط للتماشي مع هذه المعايير حتى لو لم تكن صحية أو طبيعية.

في يومنا هذا أصبحت الكثير من النساء والفتيات تسعى لتبدو بهذا الشكل غير الواقعي، متأثرات بما تنشره مجلات الموضة التي تروج لفكرة أن النحافة هي الشكل المثالي لجسم المرأة، وقد ساهمت صور المشاهير وعارضات الأزياء في ظهور اضطرابات الأكل بين النساء الشابات وانتشار عمليات التجميل.

Comments (0)
Add Comment