لأول مرة في تاريخ السينما المغربية، يجري تصوير فيلم أمازيغي عن سيرة زعيم المقاومة في منطقة الريف الأمازيغية شمالي المغرب، محمد بن عبد الكريم الخطابي، ومعه معركة “أنوال” التاريخية التي جرت تحت قيادته ضد جيش المستعمر الإسباني في 17 يوليو عام 1921.
وتولى الروائي الأمازيغي والمخرج، محمد بوزكو، إخراج فيلم “أنوال”، الذي يعود للسيناريست محمد نضراني، وإنتاج شركة “ثيفاوت برودكسيون” وبدعم من المركز السينمائي المغربي (حكومي)، فيما يشارك فيه عدد من الممثلين المغاربة وآخرون إسبان، منهم نجوم ظهروا في أعمال عربية وأجنبية، على غرار الممثل ربيع القاطي، الذي يجسد دور الخطابي في هذا الفيلم، الذي أحدث جدلا واسعا حتى قبل إخراجه.
وتدور أحداث الفيلم، الذي يجري تصويره في منطقة دار الكبداني بالريف شمال شرقي المغرب، حول مراحل متعددة من سيرة محمد بن عبد الكريم الخطابي، الذي هزمت مقاومته أكبر قوة عسكرية استعمارية في القرن الماضي .
قيمة الفيلم في موضوعه
يقول مخرج الفيلم، محمد بوزكو: “الفيلم يتحدث عن فترة تمتد بين 1907 حينما كان الخطابي يتابع دراسته في القرويين بفاس، وسنة 1921 حينما تمكن المقاومون من الانتصار في واقعة أنوال”.
وأوضح بوزكو، في تصريحه لـ”سكاي نيوز عربية”، أن تصوير الفيلم يرتقب أن “يستغرق بين خمسة وسبعة أسابيع، ويضم مجموعة من الممثلين والممثلات من المغرب الذين يشخصون أدوار شخصيات العمل، وسيكون الحوار بالدارجة المغربية وباللغة الإسبانية وبأمازيغية الريف، على أن يُدبلج بالكامل بأمازيغية الريف عند الانتهاء من التصوير والتوضيب”.
وتابع أنه “اختير الممثل ربيع القاطي كشخصية بطلة في الفيلم، بالنظر إلى الشبه الكبير بينه وبين الخطابي، إضافة إلى أنه مُشخص قوي”، مضيفا أن “هناك أيضا عددا كبيرا من الممثلين من أهل الريف في فيلم أنوال”.
واعتبر المتحدث ذاته، أن “قيمة الفيلم تتمثل في موضوعه وأحداثه، وكذا توصيل وتوثيق هذه الأحداث من أجل أن يطلع عليها الجميع، بالإضافة إلى أن لغة السينما تعد مشتركة بين جميع الشعوب، ولهذا فالأهم أن يكون إنتاج العمل بشكل محترف وبقيمة فنية عالية”.
مرحلة تحطيم الطابوهات
ويرى الباحث والناشط الريفي، خميس بوتكمانت، أن فيلم أنوال “يدشن لمرحلة تحطيم إحدى الطابوهات السياسية سينمائيا وفق المتاح والممكن طبعا، ومن المؤكد أنه سيكون بداية التأسيس لتراكم سينمائي يعالج تاريخنا المجيد”.
وأضاف بوتكمانت، في حديثه لـ”موقع سكاي نيوز عربية”، أنه “من المؤكد أيضا أن يسائل الحدث اهتمامنا الجماعي، وقد ينجم عن ذلك ظهور مهتمين آخرين سيشتغلون على حقل السينما التاريخية، إذ سنرى أعمالا في المستقبل باللغة الريفية وبتمويل يفوق المبلغ الهزيل من لدن المركز السينمائي المخصص لفيلم أنوال”.
واعتبر المتحدث ذاته، أن “قيمة الفيلم تتمثل في موضوعه وأحداثه، وكذا توصيل وتوثيق هذه الأحداث من أجل أن يطلع عليها الجميع، بالإضافة إلى أن لغة السينما تعد مشتركة بين جميع الشعوب، ولهذا فالأهم أن يكون إنتاج العمل بشكل محترف وبقيمة فنية عالية”.
مرحلة تحطيم الطابوهات
ويرى الباحث والناشط الريفي، خميس بوتكمانت، أن فيلم أنوال “يدشن لمرحلة تحطيم إحدى الطابوهات السياسية سينمائيا وفق المتاح والممكن طبعا، ومن المؤكد أنه سيكون بداية التأسيس لتراكم سينمائي يعالج تاريخنا المجيد”.
وأضاف بوتكمانت، في حديثه لـ”موقع سكاي نيوز عربية”، أنه “من المؤكد أيضا أن يسائل الحدث اهتمامنا الجماعي، وقد ينجم عن ذلك ظهور مهتمين آخرين سيشتغلون على حقل السينما التاريخية، إذ سنرى أعمالا في المستقبل باللغة الريفية وبتمويل يفوق المبلغ الهزيل من لدن المركز السينمائي المخصص لفيلم أنوال”.
وفي تعليقه على الفترة التاريخية الحساسة التي يتناولها الفيلم، اعتبر المصدر ذاته، أن “كاتب السيناريو تفطن لمسألة الرقابة وأخذها بعين الاعتبار مسبقا بجعل هذا العمل يعالج مرحلة 1907-1921؛ وهي مرحلة التنشئة الذهنية للأمير الخطابي، والتي عرفت تغيرات على مستواه الحياتي صقلت شخصيته المعروفة بعد 1921، وهي أيضا مرحلة تعبر عن فترة تغير اجتماعي بالريف”.
جدل قبل العرض
ومنذ الإعلان عن بداية تصوير الفيلم وموضوعه، اتسع جدل حوله على مواقع التواصل الاجتماعي بين أبناء منطقة الريف بالخصوص، وشهد تفاعلا متباينا واختلافا في الآراء بشأن حساسية الأحداث التاريخية المعالجة.
ويعتقد بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أن “محاولة إنجاز فيلم عن الخطابي لن تستطيع أن تشخص حقيقة الرجل الكاملة”، لذلك عبروا عن رفضهم له وتشكيكهم في مصداقيته.
وبدا لدى فئة أخرى، أن فيلما تاريخيا مثل “أنوال” يحتاج إلى تمويل مالي مهم وإلى قدرات فنية وتقنية كبيرة، من أجل أن يكتمل العمل السينمائي في صورة جيدة، خصوصا أن المغاربة اليوم اطلعوا على أعمال تاريخية دولية محترمة.
في هذا السياق، يؤكد المخرج محمد بوزكو، أن “الأحداث التاريخية المتناولة في الفيلم هي إلى حدود سنة 1921، وهو تاريخ معركة أنوال، وكل الأحداث المتناولة هي وقائع يعرفها الجميع ومتداولة كثيرا لدى الباحثين والمؤرخين، ولم يتم بترها أو الانتقاص منها”.
وذكر بوزكو أنه “مرت مدة طويلة دون إنجاز فيلم عن حياة الخطابي ومن العيب ألا نتوفر على عمل حول هذه الشخصية، علما أن المغرب ينتج عشرين فيلما في السنة”، مضيفا “هذا تحد مشروع ونتحمل مسؤوليته ومسؤولية تبعاته؛ لأن منطلقنا هو منطلق المصداقية والصدق في تناول الأحداث والغيرة على تاريخنا”.