وفي هذا الصدد، سجل العمراني أن مدونة الأسرة، التي تم اعتمادها في سنة 2004، شكلت منعطفا حاسما في مجال تمكين النساء وحماية حقوقهن، وجعلت من المملكة نموذجا في المنطقة.
وأوضح السفير، عقب حفل تسليم هذه الجائزة تم تنظيمه في البيت الأبيض، أن “هذا الإصلاح الحداثي ساهم في توطيد المسار الديمقراطي للمجتمع، بما يكفل تحقيق المساواة والإنصاف بين الرجال والنساء، والحفاظ على القيم الأخلاقية للأسرة، وذلك طبقا للثوابت الوطنية التي توحد المغاربة”.
وأشار إلى أن دستور 2011، الذي ينص على المساواة بين الرجال والنساء في كافة المجالات، كرس خيار المغرب، الذي لا رجعة فيه، وتحت قيادة جلالة الملك، لفائدة الحقوق والحريات الأساسية.
ولاحظ سفير جلالة الملك لدى واشنطن أن هذه الإصلاحات المتعددة لم تتح فقط مناهضة جميع أشكال التمييز ضد النساء، بل مكنت أيضا من تعزيز استقلاليتهن والنهوض بدورهن ومشاركتهن الفعالة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد.
واعتبر الدبلوماسي أن جلالة الملك أطلق النقاش بشأن إصلاح جديد لمدونة الأسرة، من شأنه توطيد المكتسبات التي تحققت لصالح النساء والأسرة، حيث دعا جلالته في خطاب العرش لسنة 2022، إلى تفعيل المؤسسات الدستورية، المعنية بحقوق الأسرة والمرأة، وتحيين الآليات والتشريعات الوطنية، للنهوض بوضعيتها.
وسجل العمراني أن هذا الإصلاح الجديد يتم وفق مقاربة تشاورية تدمج كافة مكونات المجتمع المغربي، وذلك في احترام لقيم العدالة والإنصاف وهويتنا المرجعية.
وأكد الدبلوماسي أن المغرب جعل مسألة حقوق النساء مكونا أساسيا ضمن عمله على الصعيد الدولي، من خلال الانضمام إلى العديد من الاتفاقيات الدولية وبرامج التعاون الرامية إلى حماية حقوقهن المشروعة والنهوض بها، معتبرا أن هذه الجائزة تعد اعترافا إضافيا بمقاربة المغرب الرائدة في مجال حقوق المرأة.
وتم تسليم “الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة 2024” للحيمر من طرف السيدة الأولى للولايات المتحدة، جيل بايدن، ووزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال حفل حضره على الخصوص العمراني، وممثلو السلك الدبلوماسي المعتمد بواشنطن، وشخصيات بارزة أخرى.