أسلوب واحد مشترك جمع هؤلاء الآباء والأمهات على تنشئة أطفال ناجحين

تختلف الآراء في تربية النشء بين من يؤمن بالتشدد، ومن يؤمنون بالتسامح، ولكن بين الرأيين توضح مارغوت ماكول بيسنو، كاتبة وأم وخبيرة في تربية الأطفال. أمضت 20 عاماً في الحكومة، بما في ذلك منصب مفوض لجنة التجارة الفيدرالية ورئيس موظفي مجلس الرئيس للمستشارين الاقتصاديين، ومؤلف كتاب “تربية رجل أعمال: كيف تساعد أطفالك على تحقيق أحلامهم”.

وفيما يتساءل الكثير عن كيفية إيجاد التوازن الصحيح. قالت بينسو: “بالنسبة لكتابي، “تربية رائد أعمال”، أجريت مقابلات مع 70 من الآباء والأمهات الذين قاموا بتربية أشخاص بالغين ناجحين للغاية حول كيفية مساعدة أطفالهم على تحقيق أحلامهم”.

وفيما كانت المجموعة شديدة التنوع – من مختلف الأعراق والديانات والدخل وهيكل الأسرة والتعليم. ولكن جمعهم شيء واحد مشترك: “الأبوة والأمومة المُحترمة”.

الأبوة المُحترِمة، التي يطلق عليها أحياناً “الأبوة الحكيمة”، تتضمن وضع معايير وقواعد صارمة (على سبيل المثال، إنفاق الأموال التي تكسبها فقط) مع احترام خيارات الأطفال (على سبيل المثال، السماح لهم باختيار الأنشطة الخاصة بهم بعد المدرسة).

ما هي التربية المُحترِمة؟

عندما أخبر الناس عن فوائد الأبوة المُحترِمة، فإنهم يجدونها مفاجئة وغير بديهية.

لماذا يسمح أي والد لطفل صغير أن يتخذ قراراته الخاصة؟ من الأسهل بكثير التدخل قبل أن يفعل طفلك شيئاً يبدو كفكرة سيئة، مثل ارتداء زي الهالوين في المدرسة، أو تفكيك جهاز الراديو.

لكن الآباء المُحترِمين لأبنائهم يقدرون القرارات الشخصية والفردية ولا يحاولون إملاء ما يثير فضول أطفالهم أو كيف يعبرون عن أنفسهم.

وعلى عكس أساليب الأبوة والأمومة الشائعة “المتساهلة”، سواء التي تغذي الأطفال على تجنب الصراع، أو “الاستبدادية”، حيث يكون التواصل في اتجاه واحد مع القليل من الاهتمام باحتياجات الطفل العاطفية، فإن الأبوة المُحترِمة تتعلق برؤية الأطفال على أنهم كائنات عقلانية ومستقلة، وفقاً لما ذكرته لشبكة “CNBC”، واطلعت عليه “العربية.نت”.

وتوافق عالمة النفس الشهيرة أنجيلا داكويرث في كتابها صلصال أو “Grit” على أن هذه هي أفضل طريقة لتربية الأطفال.

وقالت بينسو: “[الآباء المُحترِمون] هم من يحكمون بدقة على الاحتياجات النفسية للأطفال. إنهم يقدرون أن الأطفال بحاجة إلى الحب والحدود والعرض للوصول إلى إمكاناتهم الكاملة “، وكتبت: “إن سلطتهم تقوم على المعرفة والحكمة، وليس على القوة”.

الركائز الثلاث لتربية الأطفال المُحترِمة

1. الهيكل

دع الأطفال يتخذون خياراتهم بأنفسهم، طالما تم تلبية التوقعات.

أرشدهم خلال كيفية عمل الأشياء بشكل أفضل.

توقع منهم القيام بأشياء، حتى عندما يكون ذلك صعباً.

وضربت مثالاً بمهندس ألعاب الفيديو في EA Sports، توماس فو، والذي نشأ وفقاً لقواعد صارمة والعديد من الهياكل، لكن والديه منحاه الحرية الكاملة لمتابعة أهدافه.

وقال “فو”، لبينسو في كتابها: “كان من المتوقع أن أحصل على الدرجة الممتازة. لم يكن الأمر سهلاً، لكن طالما فعلت ذلك، سمحت لي والدتي بلعب جميع ألعاب الفيديو التي أردتها. وهو ما كان يراه مقايضة عادلة”.

كان “فو” قد تبقى له سنة واحدة للتخرج من الجامعة والحصول على شهادة في الهندسة الحيوية عندما حصل على فرصة للتدريب في شركة Electronic Arts، وهي شركة رائدة في صناعة ألعاب الفيديو – وتنتج لعبة الفيديو الشهيرة “FIFA”.

وفيما لم يكن والداه مرحبين بالفكرة، لكنهما سمحا له بالتخلي عن الدراسة وتحقيق حلمه في إنشاء ألعاب الفيديو. وأصبح لاحقاً المنتج الرئيسي في Riot Games لـ League of Legends، والتي تضم اليوم 180 مليون لاعب.

2. داعمة

امنح الأطفال الحق في وجهة نظرهم الخاصة.

احترم خصوصيتهم.

لا تقم بإجراء تصحيحات مستمرة في أفعالهم أو كلامهم.

كان “دي أيه والاش”، مستثمر تقني ناجح. وكان Spotify من أوائل استثماراته.

وعندما كان والاش يبلغ من العمر 8 سنوات، أصبح مهتماً بالاستثمار، لذلك منحته والدته بعض المال وفتحت حساباً له. أمضى ساعات في البحث عن الشركات. أعطت والدته آرائها، لكن كان عليه أن يقرر أين يستثمر.

وخسر والاش معظم الأموال في غضون 6 سنوات، لكن والدته أخبرته أن الخسارة جزء من عملية التعلم.

لا يستطيع الجميع إعطاء أموال لأطفالهم لتعلم الاستثمار. لكن والدة والاش عززت مواهبه بطرق أخرى لم تكن مكلفة عبر: تحليل ومناقشة الخيارات معه، ومعاملته كشخص بالغ، وعدم التألم من الفشل.

3. تربية دافئة

دع الأطفال يعرفون أنه يمكنهم اللجوء إليك للحصول على المساعدة.

قضاء وقت ممتع معهم.

الانخراط في أنشطة عطوفة معاً.

وفي تجربة أخرى، ساقتها برينسو في مقالها، عن بريغان جين وهي مقدم برنامج Extreme Makeover على HGTV. وهي أيضاً فاعلة خير وتعمل في مجلس إدارة شركة Single Moms Planet.

والتي تكشف تجربتها التربوية عن تعليم والداها التعاطف وكيفية التعامل مع الشدائد بالمرونة والإبداع.

وقالت جين: “كان عمري 11 عاماً عندما ذهبنا لأول مرة لمساعدة الآخرين في حملة للأعمال الخيرية. وقدمت الملابس للناس في إحدى مدن المكسيك والتي تعاني من قلة المياه النظيفة”. وشعرت بصدمة من الفقر الذي يعيشه الناس هناك.

وبعد أن أصبحت بريغان أماً، باتت تقدر أهمية تعليم الأطفال لرد الجميل. إذ تتطوع هي وابناها معاً بشكل متكرر في برامج المساعدة الغذائية.

وقالت: “أدرك الآن أن معظم الآباء لا يعرضون أطفالهم للحقائق المحزنة، لكني فعلت ذلك من خلال إحاطة الألم بأمل كبير”. “لقد ركزوا دائماً على كل الخير الذي يمكننا تقديمه للآخرين”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.