استثمر هذه الأمور الثلاثة لبناء دماغ طفلك

قالت أستاذة الجراحة وطب الأطفال في المركز الطبي بجامعة شيكاغو، والمؤسسة والمديرة المشاركة لمركز TMW للتعليم المبكر، دانا سوسكيند، إن الطفولة المبكرة هي فترة التطور السريع للدماغ، مشيرة إلى أن 90% من نمو دماغ الطفل يحدث قبل سن الخامسة، ويعتمد جزء كبير منه على البيئة اللغوية.

وأوضحت أن هذا هو السبب في أن التفاعل مع الأطفال ضروري للعقل والتنمية الاجتماعية في هذه السن المبكرة. إذ يساعد الأطفال على تطوير مجموعتين مهمتين من المهارات: المهارات المعرفية (مثل القراءة والذاكرة واللغة) والمهارات غير المعرفية (أو “الناعمة”) (على سبيل المثال، العزيمة، المرونة).

وأشارت إلى أنها خلال فترة عملها كجراحة أطفال تدرس نمو الدماغ، لاحظت أن الكثير من الآباء لا يفعلون ما يكفي تقريباً بهذا الخصوص.

وأشارت إلى استراتيجيتها المعروفة باسم “3 ت”، وهي نهج من 3 خطوات يستخدمه الآباء الناجحون لإجراء اتصالات ذات مغزى مع أطفالهم وبناء أدمغتهم: وملخصها (تناغم، تحدث أكثر، تبادل الأدوار).

الخطوة الأولى: تناغم

قالت سوسكيند، إن تناغم الوالدين يشجع على بذل جهد واع لملاحظة ما يركز عليه أطفالهم، ثم التحدث معهم. وضربت مثالاً: “لنفترض أنك تجلس على الطاولة مع طفلك لتناول وجبة خفيفة، وتراه ينظر إلى النافذة. حاول متابعة خط نظره والتناغم مع ما يركز عليه. ثم اطرح عليه سؤالاً يدفعه للتحدث عنه: “هل تراقب ذلك الطائر بالخارج؟ انظر كم هو ملون!”

كما نصحت بضرورة الانتباه إلى المشاهد والأصوات التي تجذب انتباه طفلك في الوقت الحالي. إذ وصفت الأطفال بالكائنات الصغيرة الفضولية، لذا فإن تركيزهم واهتمامهم يتغيران دائماً! مهمتك هي مطابقة المحادثة مع كل ما يسحرهم في الوقت الحالي.

الخطوة الثانية: تحدث أكثر

بعد التناغم مع ما يهتم به طفلك، اتبع قيادته: ارتقِ بمستواه وتحدث أكثر باستخدام مجموعة متنوعة غنية من اللغات.

إذ ترى سوسكيند، أن التحدث أكثر يضيف الثروة اللغوية إلى دماغ الطفل والتي تعمل كبنك يربح فائدة مركبة. وكلما زاد عدد الكلمات التي يتم وضعها في البنك، زاد عدد الاتصالات الدماغية التي يبنيها الطفل وزادت مفرداته.

الخطوة الثالثة: تبادل الأدوار

قالت سوسكيند أيضاً، إن أفضل المحادثات تحدث عندما يكون كلاكما غارقاً في المحادثة بنفس الدرجة. وبغض النظر عن عمر طفلك، فإن مشاركة الطفل في الحوار وإجراء محادثة معه أمر ضرورة لتنمية قدراته العقلية، بغض النظر عن عمر الطفل، إذ تعتبر سوسكيند، ثرثرة الأطفال والإشارات والإيماءات بمثابة حوار.

ونصحت بضرورة المشاركة في المحادثة، عن طريق طرح أسئلة تشجع طفلك على وصف العالم من حوله أو كيف يشعر، مع ضرورة إضافة ملاحظاتك وعواطفك لتشجيع الطفل على مشاركة مشاعره، مثل أن تقول في مثال الطائر: “أرى الريش الأزرق والبني والرمادي. ما هي الألوان التي تراها على الطائر؟ هل يعجبك؟ أعتقد أنه أجمل طائر رأيته في حياتي!”.

فوائد استراتيجية “3 ت”

أظهرت الدراسات التي أجريت على برنامج “3 ت” أنه فعال في زيادة تفاعل الآباء ومحادثاتهم مع أطفالهم الصغار.

كما أنها تساعد الآباء على البقاء على اتصال مع أطفالهم أثناء نموهم في مرحلة المراهقة وما بعدها.

بالإضافة إلى ذلك، فإنها استراتيجية بسيطة لا تتطلب أدوات خاصة، أو درجة عالية من التخصص في التعامل مع الأطفال، كما يمكن استخدامها أثناء القراءة أو اللعب أو على مدار اليوم، مثل الغسيل أو ركوب الحافلة أو اللعب.

ويذكرون الآباء بأنهم المعلمون الأوائل والأقوى لأطفالهم، وأن تفاعلاتهم تبني أساساً صحياً للتعلم مدى الحياة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.